فصل: فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الدمياطي:

سورة النبأ مكية.
وآيها أربعون خلا البصري والمكي وإحدى وأربعون فيهما.
خلافها {عذابا قريبا} مكي وبصري.
القراءات:
وقف على {عم} بهاء السكت عوضا عن ألف ما الاستفهامية البزي ويعقوب بخلفهما.
ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {النبأ} بإبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح وبالتسهيل كالياء على روم حركة الهمزة.
واتفقوا على الألف في {مهادا} كما مر بـ: (طه).
وقرأ {وفتحت} الآية 19 بتخفيف التاء عاصم وحمزة والكسائي وخلف وسبق بالزمر.
وأدغم تاء {فكانت سرابا} أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في {لبثين} الآية 23 فحمزة وروح بلا الف بحمله على الصفة المشبهة وهي تدل على الثبوت فاللبث الذي صار له اللبث سجية كحذر وفرح وافقهما الأعمش والباقون بالألف اسم فاعل من لبث أقام.
وقرأ {وغساقا} الآية 25 بتشديد السين حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بـ: (ص).
واتفقوا على تشديد ذال {وكذبوا بآياتنا كذابا}.
واختلف في {ولا كذابا} الآية 35 فالكسائي بتخفيف الذال مصدر كاذب كقاتل قتالا أو مصدر كذب ككتب كتابا والباقون بتشديدها مصدر كذب تكذيبا وكذابا.
واختلف في باء {رب السماوات} (الآية 37) ونون {الرحمن} من قوله: {رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن} فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر برفعهما على انهما خبر مضمر أي هو رب والرحمن كذلك وافقهم اليزيدي والحسن وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بخفضهما على البدل من {ربك} بدل الكل أو البيان و{الرحمن} عطف بيان لأحدهما وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفض الأول على التبعية ورفع الثاني على الابتداء والخبر الجملة الفعلية أو على أنه خبر مضمر.
المرسوم عن نافع {ولا كذبا} بحذف الألف بعد الذال. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة النبأ:
{عم} وقف عليه بهاء السكت يعقوب والبزي بخلف عنه.
{النبأ} وقف عليه حمزة وهشام بإبدال الهمزة ألفا وبتسهيلها بين بين مع الروم.
{فيه} {سراجا}، {المعصرات}، {وسيرت}، {أحصيناه}، {وكأسا}، {منه}، {يداه}، {الكافر} جلي.
{وفتحت} خفف التاء الكوفيون وشددها غيرهم.
{مرصادا} يفخم ورش الراء كالباقين لوجود حرف الاستعلاء بعده.
{لابثين} قرأ حمزة وروح بغير ألف بعد اللام وغيرهما بالألف.
{وغساقا} شدد السين حفص والأخوان وخلف وخففها غيرهم.
{وكذبوا بآياتنا كذابا} أجمع العشرة على تشديد ذال كذابا.
{ولا كذابا} خفف الكسائي ذاله وشددها غيره.
{رب السموات… الرحمن}، قرأ المدنيان والمكي والبصري برفع باء {رب} ونون {الرحمن} وابن عامر وعاصم ويعقوب بخفض الباء والنون، والأخوان وخلف بخفض الباء ورفع النون.
{مآبا} وقف عليه حمزة بتسهيل الهمزة فقط ولا تخفى ثلاثة البدل لورش.
{المرء} لهشام وحمزة وقفا النقل مع الأوجه الثلاثة وقد ذكر مثله مرارا. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة عم يتساءلون:
قوله تعالى: {كلا سيعلمون} في الموضعين يقرآن بالياء إلا ما رواه ابن مجاهد عن ابن عامر من التاء والاختيار الياء لقوله تعالى: {الذي هم فيه مختلفون} ولم يقل أنتم.
قوله تعالى: {وفتحت السماء} يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر وجه ذلك في الزمر.
وقوله تعالى: {وغساقا} يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته في صاد.
قوله تعالى: {لابثين فيها} يقرأ بإثبات الالف الا حمزة فإنه حذفها فالحجة لمن أثبت انه أتى به على القياس كقولهم عالم وقادر والحجة لمن حذف انه أتى به على وزن فرح وحذر ومعنى اللبث طول الإقامة قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد انه أراد المصدر من قوله: {وكذبوا} وهو على وجهين تكذيبا وكذابا فدليل الأولى قوله: {وكلم الله موسى تكليما} ودليل الثاني {وكذبوا بآياتنا كذابا} والحجة لمن خفف انه أراد المصدر من قولهم كاذبته مكاذبة وكذابا كما قالوا قاتلته مقاتلة وقتالا.
قوله تعالى: {رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن} يقرأ {رب} و{الرحمن} بالرفع والخفض فيهما وبخفض {رب} ورفع {الرحمن} فالحجة لمن رفعهما انه استأنفهما مبتدئا ومخبرا فرفعهما والحجة لمن خفضهما انه أبدلهما من قوله تعالى: {جزاء من ربك} {رب السموات والأرض الرحمن} والحجة لمن خفض الأول انه جعله بدلا ورفع الثاني مستأنفا والخبر قوله: {لا يملكون منه} لأن الهاء التي في منه عائدة عليه. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

78- سورة عم يتساءلون النبأ:
{وفتحت السماء فكانت أبوابا}
قرأ عاصم وحمزة الكسائي {وفتحت السماء} بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد وحجتهم قوله: {فكانت أبوابا} والتشديد للتكثير ويقوي هذا قوله: {مفتحة لهم الأبواب} بالتشديد. ومن قرأ بالتخفيف قال التخفيف يكون للقليل والكثير.
{لابثين فيها أحقابا} وقرأ حمزة {لبثين فيها أحقابا} بغير ألف وقرأ الباقون {لابثين} بألف وحجتهم مجيء المصدر على اللبث يدل على أنه من باب شرب يشرب ولقم يلقم فهو شارب ولاقم وليس من باب فرق يفرق ولو كان منه لكان المصدر مفتوح العين فلما سكن، وقيل اللبث وجب أن يكون اسم الفاعل فاعلا لما كان اللبث كاللقم ومن قرأ {لبثين} جعل اسم الفاعل فعلا وقد جاء غير حرف من هذا النحو على فاعل وفعل نحو رجل طامع طمع وآثم وأثم وعلى هذا نقول لبث فهو لابث ولبث في.
{لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا 35}
وقرأ الكسائي {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد فهو مصدر كذب يكذب كذابا وأصل مصدر فعلت إنما هو فعال لأنك إذا جاوزت الثلاثة من الأفعال بالزيادة فوزن المصدر على وزن الفعل الماضي بزيادة الألف في المصدر قبل آخره وذلك نحو أكرم إكراما وانطلقت انطلاقا فاصل مصدر فعلت إنما هو فعال فمن كذبته كذابا وكلمته كلاما.
قال سيبويه قوله كلمته تكليما وسلمته تسليما وكذبته تكذيبا إنما كرهو التضعيف فالتاء عوض من التضعيف والياء التي قبل الآخر كالألف في قوله: {كذابا} وحجتهم إجماع الجميع على قوله: {وكذبوا بآياتنا كذابا} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى.
فأما الكذاب بالتخفيف فهو مصدر كذب كذابا مثل كتبه كتابا وحسبه حسابا كذا قال الخليل قال الأعشى:
فصدقتهم وكذبتهم ** ولمرء ينفعه كذابه

وقال محمد بن يزيد المبرد وقد يكون كذابا من قولك كاذبته كذابا مثل قاتلته قتالا.
قال الفراء التخفيف كأنه والله أعلم لا يتكاذبون وحجته في التخفيف أن قوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} ليست بمقيدة بفعل يكون مصدرا له كما شدد قوله: {وكذبوا بآياتنا كذابا} لمجيء {كذبوا} فقيدها بل هو مصدر صدر عن قوله كذب كذابا بالتخفيف وقد ذكرنا وأخرى أن رؤوس الآيات من لدن قوله: {أحصيناه كتابا} إلى أخر السورة على التخفيف فكان التوفقة بين نظام رؤوس الآيات أولى من مخالفتها.
{جزاء من ربك عطاء حسابا رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا} 36و37
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن} بالرفع فيهما على الاستئناف و{الرحمن} خبره.
وقرأ ابن عامر وعاصم بالجر فيهما عطف على قوله: {جزاء من ربك رب السموات}.
وقرأ حمزة والكسائي {رب السموات} بالخفض و{الرحمن} رفع قوله: {رب} ترده على قوله: {من ربك} وترفع {الرحمن} على الابتداء وتجعل قوله: {لا يملكون منه} في موضع خبر قوله: {الرحمن}. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة النبأ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[النبأ: الآيات 1- 3]

{عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)}

.الإعراب:

{عمّ} متعلق بـ: {يتساءلون}، {عن النبأ} متعلق بفعل محذوف تقديره يتساءلون {الذي} موصول في محلّ جرّ نعت ثان للنبأ {فيه} متعلق بـ: {مختلفون}.
جملة: {يتساءلون...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {يتساءلون} {عن النبأ...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {هم فيه مختلفون...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.

.الفوائد:

- (ما) الاستفهامية:
ومعناها: (أيّ شيء) كقوله تعالى: {ما هِيَ} {ما لَوْنُها} {وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى}، ويجب حذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جرّت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، نحو: فيم، إلام، علام، بم.
وقال الكميت بن زيد:
فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم ** فحتام حتام العناء المطوّل

الشاهد فيه دخول حتى على ما الاستفهامية فحذفت ألفها. وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}.
وأما قول حسان:
على ما قام يشتمني ليئم ** كخنزير تمرغ في رماد

فهذا ضرورة شعرية لا يقاس عليها.
وإذا ركّبت (ما) الاستفهامية مع (ذا) لم تحذف ألفها نحو (لماذا جئت) لأن ألفها قد صارت حشوا.

.[النبأ: الآيات 4- 5]

{كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)}.

.الإعراب:

{كلّا} حرف ردع وزجر في الموضعين عن التساؤل (السين) للاستقبال (ثمّ) للعطف جملة: {سيعلمون (الأولى)} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سيعلمون (الثانية)} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لزيادة الوعيد والتهديد.

.[النبأ: الآيات 6- 16]

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ {مهادا} مفعول به ثان منصوب {الجبال أوتادا} مثل الأرض {مهادا ومعطوف} عليه.
جملة: {نجعل الأرض...} لا محلّ لها استئنافيّة.
8- 11 (الواو) عاطفة {أزواجا} حال منصوبة من ضمير المفعول في {خلقناكم}، {سباتا} مفعول به ثان منصوب وكذلك {لباسا… معاشا}.
وجملة: {خلقناكم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {نجعل}.
وجملة: {جعلنا (الأولى)} لا محلّ لها معطوفة على جملة {نجعل}.
وجملة: {جعلنا (الثانية)} لا محلّ لها معطوفة على جملة {نجعل}.
وجملة: {جعلنا (الثالثة)} لا محلّ لها معطوفة على جملة {نجعل}.
12- {فوقكم} ظرف منصوب متعلق بـ: {بنينا} بتضمينه معنى رفعنا {سبعا} مفعول به منصوب- وهو نعت عن منعوت محذوف أي سموات سبعا.
وجملة: {بنينا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {نجعل}...
13- {سراجا} مفعول به منصوب عامله {جعلنا} بتضمينه معنى خلقنا.
وجملة: {جعلنا (الرابعة)} لا محلّ لها معطوفة على جملة {نجعل}...
14- 16 {من المعصرات} متعلق بـ: {أنزلنا}، (اللام) للتعليل (نخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤول: (أن نخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلق بـ: {أنزلنا} وجملة: {أنزلنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {نجعل}..
وجملة: {نخرج...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.